5 معوّقات تواجه الأندية والمنتخب الموسم المقبل
يواجه الموسم الكروي المقبل 2010-،2011 الذي يتضمن النسخة الثالثة من دوري رابطة المحترفين الإماراتي وكأس رئيس الدولة وكأس الرابطة خمسة معوقات، سيكون لها تأثير كبير في جميع الاندية الإماراتية المشاركة في هذه المسابقات، وكذلك المنتخب الوطني، وأيضاً الاندية واللاعبين، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سيصل تأثير هذه المعوقات إلى الجماهير أيضاً.
وتتشابك هذه المعوقات مع بعضها بعضاً، ويصعب فصل أحدها عن الآخر، لتشكل في النهاية ظاهرة قد لا تتكرر كثيراً.
ويأتي على رأس المعوقات التي تهدد الدوري الإماراتي الموسم المقبل موعد انطلاق الموسم الجديد الذي ستكون بدايته مباراة السوبر التي ستقام يوم 20 أغسطس المقبل، كما أن الجولة الاولى من مسابقة الدوري ستقام يوم 26 من الشهر نفسه، ما يعني أن المسابقة ستنطلق في مناخ غير مناسب من ناحية درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة التي تكون في قمة ذروتها خلال شهر أغسطس، الذي سيكون متزامناً أيضاً مع صيام شهر رمضان، ما سيؤثر في مستوى وأداء اللاعبين، وكذلك مستوى الحضور الجماهيري، خصوصاً في الجولات الاولى من مسابقة الدوري، حيث إن درجة الحرارة والرطوبة المرتفعة ستؤثر في الحضور الجماهيري، إضافة إلى أن الكثير من العائلات الإماراتية تكون موجودة خارج البلاد خلال شهر أغسطس لقضاء الاجازة الصيفية.
ومن بين هذه المعوقات ايضاً إقامة بطولة كأس الخليج رقم ،20 التي ستستضيفها اليمن خلال شهر نوفمبر المقبل، ما يسهم في إرباك أجندة الأندية الإماراتية والمنتخبات الوطنية، خصوصاً بعد أن تم تثبيت موعد البطولة، بعد رفض طلب اتحاد كرة القدم الإماراتي تأجيلها.
كما ستمثّل مشاركة المنتخب الوطني في كأس آسيا التي ستقام في قطر خلال يناير المقبل، عائقاً إضافياً أمام الموسم الرياضي المقبل، لأن مشاركة الأبيض في هذه البطولة القارية المهمة سؤدي إلى توقف الدوري فترة طويلة، حتى إن الموسم الكروي سينتهي يوم 29 مايو من عام ،2011 وهو ما يعني أن الموسم المقبل سيستمر 282 يوماً، وهو ما يرشح الموسم الكروي الإماراتي للدخول في موسوعة الأرقام القياسية العالمية «غينيس» كاطول دوري في العالم، مع العلم بأن الموسم المنتهي استمر 232 يوماً، ولاقى الكثير من النقد بسبب طول فترة إقامته. كما ستعاني الأندية من عدم القدرة على دفع مبالغ كبيرة في النجوم المتميزين، مثلما حدث في الثلاثة المواسم الاخيرة، بسبب الازمة الاقتصادية العالمية التي أثّرت في قطاع الرياضة في جميع أنحاء العالم.
وكانت رابطة الاندية الإماراتية المحترفة قررت إقامة مباراة السوبر الإماراتي بين بطلي الدوري والكأس يوم 20 اغسطس المقبل.
وتم تحدد يوم الخميس الموافق 26 من الشهر نفسه لانطلاق الأسبوع الأول من دوري المحترفين، على أن ينتهي الدور الاول في شهر فبراير 2011 ونهاية الموسم في 29 مايو .2011
الصيام والحرارة والرطوبة
من أبرز المعوقات التي ستواجه الأندية الاماراتية واللاعبين في الموسم الجديد انطلاق المباريات في شهر اغسطس، الذي يعد من اكثر شهور السنة ارتفاعاً في درجة الحرارة، وكذلك ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، إضافة الى صيام رمضان الذي سيضاعف من ارهاق وتعب اللاعبين، لان الصوم والحرارة والرطوبة ستجتمع في وقت واحد.
وسيؤثر هذا التوقيت بشكل سلبي في مستوى وأداء اللاعبين، الذين سيكونون مطالبين بخوض المباريات في مناخ صعب لا يساعد على الإبداع والتألق.
ومن المتوقع أن تكون بداية الموسم الجديد ضعيفة من جميع النواحي الفنية والبدنية، بسبب الحر والرطوبة، كما إن اقامة المباريات في مثل هذا المناخ القاسي قد تعرّض اللاعبين للكثير من الاصابات، وهو الامر الذي سيقلق الاجهزة الفنية في جميع الفرق، إضافة الى الجهاز الفني للمنتخب الذي سيراقب اللاعبين في الجولات الاولى من الدوري، حتى يختار افضل تشكيلة تمثل الابيض في بطولة «خليجي 20» التي ستقام في اليمن.
وإذا كان بعض اللاعبين والمدربين دائماً يبررون خسارة فرقهم بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، فكيف ستكون تبريراتهم عندما تقام المباريات في شهر أغسطس؟
استمرار غياب الجماهير
يعاني الدوري الإماراتي دائماً قلة الحضور الجماهيري في الملاعب، ويبحث اتحاد كرة القدم ورابطة الاندية المحترفة ومجالس إدارات الاندية دائماً عن حلول غير تقليدية من أجل جذب الجماهير الى الملاعب، وعدم الاكتفاء بمشاهدة المباريات عبر شاشات التلفزيون.
لكن انطلاق الموسم الكروي الجديد في شهر أغسطس سيكون سبباً كافياً لغياب، بل اختفاء، الجماهير عن الملاعب، وذلك لاكثر من سبب، مثل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في الجو، ما سيجعل مشاهدة المباريات في المدرجات أمراً بالغ الصعوبة، إضافة أن الكثير من العائلات الاماراتية والجماهير تكون خارج البلاد في هذا الشهر، وهو الامر الذي ينذر بأن الحضور الجماهيري خلال الجولات الاولى من النسخة الثالثة لدوري المحترفين سيكون قليلاً جداً.
وكانت رابطة المحترفين قد قامت برصد عدد الحضور الجماهيري لموسم 2009/،2010 إذ بلغ عدد الجماهير التي وجدت في الملاعب 346 ألفاً و327 متفرجاً، تابعوا مباريات دوري المحترفين، في جولاته الـ،22 بمتوسط إجمالي بلغ 2616 متفرجاً للمباراة الواحدة، خلال الموسم، مع الأخذ في الاعتبار، إقامة مباراتين من دون جمهور لنادي النصر، وفق القرار الذي كانت قد اتخذته لجنة الانضباط، ومن المتوقع أن تنخفض نسبة الحضور الجماهيري في الموسم المقبل.
«خليجي 20» تزيد الأوجاع
خليجي 20 تزيد الاوجاع
ستكون بطولة كأس الخليج رقم ،20 التي ستقام في اليمن خلال الفترة من 22 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر، من بين المعوقات التي ستواجه الاندية والكرة الاماراتية بشكل عام في الموسم المقبل.
وستسهم البطولة في زيادة الضغوط الكثيرة على جدول الموسم المقبل الذي سيستمر 283 يوماً، بسبب مشاركة المنتخب الوطني في البطولة الخليجية، إضافة الى دخوله فترة إعداد تتخللها مباراتان وديتان قبل المشاركة في هذه البطولة التي ستقام للمرة الاولى في اليمن، التي سبق للمنتخب الوطني الفوز بها مرة واحدة عام .2007
وكان اتحاد كرة القدم يأمل في تأجيل البطولة الى وقت لاحق وتقدم بطلب لتأجيل البطولة الى رؤساء الاتحادات الخليجية، لكنه رفض، وتم تثبيت اقامة البطولة في اليمن، وفيمواعيدها نفسها.
وعلى الرغم من ضعف المستوى الفني للبطولات الخليجية، فإن مشاركة المنتخبات والفرق الخليجية فيها أمر ضروي، وهو الامر الذي فرض على اتحاد كرة الاماراتي عدم التفكير في الانسحاب من البطولة، على الرغم من أن إقامتها في موعدها نفسها ستضاعف من الصعوبات والمعوقات التي ستواجه الموسم الكروي المقبل.
الأندية مطالبة بتوفير ملايين الدولارات
يترتب على الأندية الإماراتية التي تنوي المنافسة على النسخة الثالثة من دوري المحترفين، إعادة توزيع مواردها المالية، والبحث عن حلول غير تقليدية لمواجهة الأزمة المالية العالمية التي سيطرت على جميع الأندية الرياضية في العالم.
ومن المتوقع أن تشكل التعاقدات الجديدة التي تنوي الأندية أبرامها للموسم الجديد عائقاً امامها، خصوصاً ان اسعار اللاعبين الأجانب المتميزين على مستوى العالم باتت جنونية.
والأمر الذي سيضاعف من أسعار اللاعبين الأجانب المتميزين في الصيف الحالي هو نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب افريقيا، التي ستسهم في رفع اسعار اللاعبين المتميزين، خصوصاً أن الانظار والأضواء ستكون مسلطة عليهم في المونديال.
كما ستسهم التوقفات الكثيرة التي ستتعرض لها النسخة الثالثة من دوري المحترفين وبقية المسابقات التي ستقام في الموسم المقبل في تراجع مستوى المحترفين الاجانب الذين ستتعاقد معهم الاندية الاماراتية، خصوصاً ان غالبيتهم لايشاركون مع منتخبات بلادهم، وهو ما يعني أنهم سيكونون متوقفين عن لعب كرة القدم خلال الفترات التي ستكون فيها المسابقات المحلية متوقفة، وهو ما يعني أن ملايين الدولارات التي ستدفع فيهم قد لا تأتي بالفائدة المرجوة.
«أمم آسيا»تضاعف الصعوبات
شاءت الأقدار أن تجتمع كل المعوقات في وقت واحد امام الموسم المقبل، حيث سيكون على المنتخب الوطني بعد الانتهاء من المشاركة في «خليجي 20» التي ستقام في اليمن ان يشارك في بطولة الامم الآسيوية التي ستقام في قطر خلال الفترة من 7 الى 29 يناير.
وستكون مشاركة المنتخب في هذه البطولة القارية الكبيرة، اضافة الى المعسكر الذي سيدخله الابيض قبل التوجة الى قطر، من بين الاسباب التي ستؤدي الى توقف مسابقة الدوري طويلاً، وهو الامر الذي سيفقد المسابقة جاذبيتها وإثارتها، لأن التوقفات الكثيرة وعدم انتظام المباريات سيفرض على الجماهير عدم الانشغال بالمسابقة وعدم متابعتها باهتمام.
وسيلعب المنتخب الوطني في هذه البطولة ضمن المجموعة الرابعة، بجوار كل من منتخبات العراق وإيران وكوريا الشمالية.
وتخشى الاجهزة الفنية في الفرق الاماراتية، التي يوجد عدد من لاعبيها في صفوف المنتخب، عودة هؤلاء اللاعبين من قطر في حالة نفسية سيئة، في حال عدم تمكن الأبيض من تجاوز المراحل الاولى، وعدم تحقيق نتائج إيجابية، كما تخشى الأندية من إمكانية تعرض لاعبيها للإصابة في هذه البطولة.
[/center]
